ديوان الإمام الشافعي
الإمام الشافعي
150هـ - 204هـ
كتمان الأسرار
إذا المـرء أفشـى سـره بلسانـهولام عليـه غيـره فهـو أحمـق
إذا ضاق صدر المرء عن سر نفسهفصدر الذي يستودع السر أضيـق
حمل النفس على ما يزينها
صن النفس واحملها على ما يزينهـاتعش سالمـاً والقـول فيـك جميـل
ولا تـريـن الـنـاس إلا تجـمـلاًنبـا بـك دهـر أو جفـاك خليـل
وإن ضاق رزق اليوم فاصبر إلى غدٍعسى نكبات الدهـر عنـك تـزول
ولا خير فـي ود امـريءٍ متلـونٍإذا الريح مالت ، مال حيـث تميـل
وما أكثـر الإخـوان حيـن تعدهـمولكنهـم فــي النائـبـات قلـيـل
تعريف الفقيه والرئيس والغني
إن الفقيه هـو الفقيـه بفعلـهليس الفقيـه بنطقـه ومقالـه
وكذا الرئيس هو الرئيس بخلقهليس الرئيس بقومه ورجالـه
وكذا الغني هو الغني بحالـهليس الغنـي بملكـه وبمالـه
القناعة
رأيت القناعة رأس الغنىِفصرت بأذيالها متمسـك
فلا ذا يراني علـى بابـهولا ذا يراني به منهمـك
فصرت غنياً بـلا درهـمٍأمر على الناس شبه الملك
مكارم الأخلاق
لما عفوت ولم أحقد على أحدٍأرحت نفسي من هم العداوات
إني أحيي عدوي عند رؤيتـهأدفع الشر عنـي بالتحيـات
وأظهر البشر للإنسان أبغضهكما أن قد حشى قلبي محبات
الناس داء ودواء الناس قربهموفي اعتزالهم قطع المـودات
تأتي العزة بالقناعة
أمت مطامعي فأرحت نفسيفإن النفس ما طمعت تهون
وأحييت القنوع وكان ميتـاً ففي إحيائه عرض مصون
إذا طمع يحل بقلـب عبـدٍعلته مهانة وعـلاه هـون
الإعراض عن الجاهل
أعرض عن الجاهل السفيهفكل مـا قـال فهـو فيـه
ما ضر بحر الفرات يومـاًإن خاض بعض الكلاب فيه
كتب إلى ابويطي وهو في السجن : حسن خلقك مع الغرباء ووطن نفسك لهم فإني كثيراً ما سمعت الشافعي يقول :
أهين لهم نفسي وأكرمها بهمولا تكرم النفس التي لا تهينها
توقير الرجال
ومن هاب الرجـال تهيّبـوهومن حقر الرجال فلن يهابـا
ومن قضت الرجال له حقوقاًولم يقض الرجال فما أصابا
السماحة وحسن الخلق
إذا سبنـي نـذل تزايـدت رفعـهوما العيب إلا أن أكـون مساببـه
ولو لم تكن نفسـي علـي عزيـزةلمكنتها مـن كـل نـذل تحاربـه
ولو أنني اسعى لنفعـي وجدتنـيكثير التوانـي للـذي أنـا طالبـه
ولكننـي اسعـى لأنفـع صاحبـيوعار على الشبعان إن جاع صاحبه
يخاطبني السفيه بكل قبحفأكره أن أكون له مجيباً
يزيد سفاهة فأزيد حلمـاًكعودٍ زاده الإحراق طيباً
الإعتزاز بالنفس
ماحك جلدك مثل ظفركفتول أنت جميع أمـرك
وإذا قصـدت لحاجـةٍفاقصد لمعترفٍ بقدرك
الإنسان وحظه
المرء يحظى ثم يعلو ذكرهحتى يزين بالذي لم يفعـل
وترى الشقي إذا تكامل عيبهيشقى وينحل كل ما لم يعمل
الإيثار والجود
أجود بموجودٍ ولو بت طاويـاًعلى الجوع كشحاً والحشا يتألم
وأظهر أسباب الغنى بين رفقتيلمخافهم حالي وإنـي لمعـدم
وبيني وبين الله اشكـو فاقتـيحقيقاً فـإن الله بالحـال أعلـم
عزة النفس
لقلع ضرس وضرب حبسونـزع نفـس ورد أمـس
وقـر بـردٍ وقـود فـردودبغ جلد ٍ بغيـر شمـس
وأكل ضـب وصيـد دبوصرف حب بأرض خرس
ونفخ نـار ٍ وحمـل عـارٍوبيـع دارٍ بربـع فـلـس
وبيع خـف وعـدم إلـفٍوضرب ألفٍ بحبـل قلـس
أهون مـن وقفـة الحـريرجو نوالاً ببـاب نحـس
الهمة العالية
أمطري لؤلؤاً جبال سرنديبوفيضي آباز تكرور تبـرا
أنا إن عشت لست اعدم قوتاًوإذا مت لست اعدم قبـراً
همتي همة الملوك ونفسـينفس حر ترى المذلة كفـراً
وإذا ما قنعت بالقوت عمريفلماذا أزور زيـداً وعمـراً
الجود
إذا لم تجودوا والأمور بكم تمضيوقد ملكت أيديكم البسط والفيضـا
فماذا يرجـى منكـم إن عزلتـموعضتكم الدنيـا بأنيابهـا عضـا
وتسترجـع الأيـام مـا وهبتكـمومن عادة الأيام تسترجع القرضا
حقوق الناس
أرى راحة للحـق عنـد قضائـهويثقل يوماً إن تركت علـى عمـد
وحسبك حظاً أن ترى غير كـاذبٍوقولك لم اعلم وذلك مـن الجهـد
ومن يقض حق الجار بعد ابن عمهوصاحبه الأدنى على القرب والبعد
يعش سيداً يستعذب النـاس ذكـرهوإن نابه حق أتـوه علـى قصـد
منتهى الجود
يا لهف نفسي علـى مـال أفرقـهعلى المقلين من أهـل المـروات
إن إعتذاري إلى من جاء يسألنـيما ليس عندي لمن إحدى المصيبات
تغرب عن الأوطان في طلب العلىوسافر ففي الأسفار خمس فوائـد
تفريـج هـم واكتسـاب معيشـةٍوعلـمٍ وآدابٍ وصحبـة مـاجـد
الحض على السفر من أرض الذل
ارحل بنفسك من ارضٍ تضام بهـاولا تكن من فراق الأهل في حرق
فالعنبر الخام روث فـي مواطنـهوفي التغرب محمولُ على العنـق
والكحل نوع من الأحجار تنظـرهفي أرضه وهو مرمي على الطرق
لما تغرب حـاز الفضـل أجمعـهفصار يحمل بين الجفـن والحـدق
حال الغريب
إن الغريب له مخافة سارقٍوخضوع مديونٍ وذلة موثق
فإذا تذكـر أهلـه وبـلادهففؤاده كجناح طيرٍ خافـق
الحض على الترحال
ما في المقام لـذي عقـلٍ وذي أدبٍمن راحة فـدع الأوطـان واغتـرب
سافر تجـد عوضـاً عمـن تفارقـهوانصب فإن لذيذ العيش في النصـب
إني رأيـت وقـوف المـاء يفسـدهإن ساح طاب وإن لم يجر لم يطـب
والأسد لولا فراق الأرض ما افترستوالسهم لولا فراق القوس لم يصـب
والشمس لو وقفت في الفلك دائمـة ًلملها الناس من عجـم ومـن عـرب
والتبر كالترب ملقـي فـي أماكنـهوالعود في أرضه نوع من الحطـب
فـإن تغـرب هـذا عـز مطلـبـهوإن تغـرب ذلـك عـز كالـذهـب
الدهر يوم لك ويوم عليك
الدهر يومان ذا أمن وذا خطـروالعيش عيشان ذا صفو وذا كدر
أما ترى البحر تعلو فوقه جيفوتستقر بأقصى قاعـه الـدرر
وفي السماء نجوم لا عداد لهـاوليس يكسف إلا الشمس والقمر
اليقظة والحذر
تاه الأعيرج واستغلى به الخطرفقل له خير ما استعملته الحذر
أحسنت ظنك بالأيام إذاحسنـتولم تخف سوء ما يأتي بها القدر
وسالمتك الليالي فاغتررت بهـاوعند صفو الليالي يحدث الكدر
الرضا بالقدر
وما كنت راضٍ من زماني بما ترىولكنيي راضٍ بمـا حكـم الدهـر
فإن كانت الأيـام خانـت عهودنـافإنـي بهـا راضٍ ولكنهـا قهـر
رد الجميل بالسيء
ومن الشقـاوة أن تحـبومن تحب يحب غيـرك
أو أن تريد الخير للإنسانوهـو يريـد ضـيـرك
الحظوظ
تموت الأسود في الغابات جوعاًولحم الضـأن تأكلـه الكـلاب
وعبد قـد ينـام علـى حريـرٍوذو نسـبٍ مفارشـه التـراب
تملك الأوغاد
محن الزمان كثيرة لا تنقضيوسـروره يأتيـك كالأعيـاد
ملك الأكابر فاسترق رقابهموتراه رقاً في يـد الأوغـاد
الإمام الشافعي
150هـ - 204هـ
كتمان الأسرار
إذا المـرء أفشـى سـره بلسانـهولام عليـه غيـره فهـو أحمـق
إذا ضاق صدر المرء عن سر نفسهفصدر الذي يستودع السر أضيـق
حمل النفس على ما يزينها
صن النفس واحملها على ما يزينهـاتعش سالمـاً والقـول فيـك جميـل
ولا تـريـن الـنـاس إلا تجـمـلاًنبـا بـك دهـر أو جفـاك خليـل
وإن ضاق رزق اليوم فاصبر إلى غدٍعسى نكبات الدهـر عنـك تـزول
ولا خير فـي ود امـريءٍ متلـونٍإذا الريح مالت ، مال حيـث تميـل
وما أكثـر الإخـوان حيـن تعدهـمولكنهـم فــي النائـبـات قلـيـل
تعريف الفقيه والرئيس والغني
إن الفقيه هـو الفقيـه بفعلـهليس الفقيـه بنطقـه ومقالـه
وكذا الرئيس هو الرئيس بخلقهليس الرئيس بقومه ورجالـه
وكذا الغني هو الغني بحالـهليس الغنـي بملكـه وبمالـه
القناعة
رأيت القناعة رأس الغنىِفصرت بأذيالها متمسـك
فلا ذا يراني علـى بابـهولا ذا يراني به منهمـك
فصرت غنياً بـلا درهـمٍأمر على الناس شبه الملك
مكارم الأخلاق
لما عفوت ولم أحقد على أحدٍأرحت نفسي من هم العداوات
إني أحيي عدوي عند رؤيتـهأدفع الشر عنـي بالتحيـات
وأظهر البشر للإنسان أبغضهكما أن قد حشى قلبي محبات
الناس داء ودواء الناس قربهموفي اعتزالهم قطع المـودات
تأتي العزة بالقناعة
أمت مطامعي فأرحت نفسيفإن النفس ما طمعت تهون
وأحييت القنوع وكان ميتـاً ففي إحيائه عرض مصون
إذا طمع يحل بقلـب عبـدٍعلته مهانة وعـلاه هـون
الإعراض عن الجاهل
أعرض عن الجاهل السفيهفكل مـا قـال فهـو فيـه
ما ضر بحر الفرات يومـاًإن خاض بعض الكلاب فيه
كتب إلى ابويطي وهو في السجن : حسن خلقك مع الغرباء ووطن نفسك لهم فإني كثيراً ما سمعت الشافعي يقول :
أهين لهم نفسي وأكرمها بهمولا تكرم النفس التي لا تهينها
توقير الرجال
ومن هاب الرجـال تهيّبـوهومن حقر الرجال فلن يهابـا
ومن قضت الرجال له حقوقاًولم يقض الرجال فما أصابا
السماحة وحسن الخلق
إذا سبنـي نـذل تزايـدت رفعـهوما العيب إلا أن أكـون مساببـه
ولو لم تكن نفسـي علـي عزيـزةلمكنتها مـن كـل نـذل تحاربـه
ولو أنني اسعى لنفعـي وجدتنـيكثير التوانـي للـذي أنـا طالبـه
ولكننـي اسعـى لأنفـع صاحبـيوعار على الشبعان إن جاع صاحبه
يخاطبني السفيه بكل قبحفأكره أن أكون له مجيباً
يزيد سفاهة فأزيد حلمـاًكعودٍ زاده الإحراق طيباً
الإعتزاز بالنفس
ماحك جلدك مثل ظفركفتول أنت جميع أمـرك
وإذا قصـدت لحاجـةٍفاقصد لمعترفٍ بقدرك
الإنسان وحظه
المرء يحظى ثم يعلو ذكرهحتى يزين بالذي لم يفعـل
وترى الشقي إذا تكامل عيبهيشقى وينحل كل ما لم يعمل
الإيثار والجود
أجود بموجودٍ ولو بت طاويـاًعلى الجوع كشحاً والحشا يتألم
وأظهر أسباب الغنى بين رفقتيلمخافهم حالي وإنـي لمعـدم
وبيني وبين الله اشكـو فاقتـيحقيقاً فـإن الله بالحـال أعلـم
عزة النفس
لقلع ضرس وضرب حبسونـزع نفـس ورد أمـس
وقـر بـردٍ وقـود فـردودبغ جلد ٍ بغيـر شمـس
وأكل ضـب وصيـد دبوصرف حب بأرض خرس
ونفخ نـار ٍ وحمـل عـارٍوبيـع دارٍ بربـع فـلـس
وبيع خـف وعـدم إلـفٍوضرب ألفٍ بحبـل قلـس
أهون مـن وقفـة الحـريرجو نوالاً ببـاب نحـس
الهمة العالية
أمطري لؤلؤاً جبال سرنديبوفيضي آباز تكرور تبـرا
أنا إن عشت لست اعدم قوتاًوإذا مت لست اعدم قبـراً
همتي همة الملوك ونفسـينفس حر ترى المذلة كفـراً
وإذا ما قنعت بالقوت عمريفلماذا أزور زيـداً وعمـراً
الجود
إذا لم تجودوا والأمور بكم تمضيوقد ملكت أيديكم البسط والفيضـا
فماذا يرجـى منكـم إن عزلتـموعضتكم الدنيـا بأنيابهـا عضـا
وتسترجـع الأيـام مـا وهبتكـمومن عادة الأيام تسترجع القرضا
حقوق الناس
أرى راحة للحـق عنـد قضائـهويثقل يوماً إن تركت علـى عمـد
وحسبك حظاً أن ترى غير كـاذبٍوقولك لم اعلم وذلك مـن الجهـد
ومن يقض حق الجار بعد ابن عمهوصاحبه الأدنى على القرب والبعد
يعش سيداً يستعذب النـاس ذكـرهوإن نابه حق أتـوه علـى قصـد
منتهى الجود
يا لهف نفسي علـى مـال أفرقـهعلى المقلين من أهـل المـروات
إن إعتذاري إلى من جاء يسألنـيما ليس عندي لمن إحدى المصيبات
تغرب عن الأوطان في طلب العلىوسافر ففي الأسفار خمس فوائـد
تفريـج هـم واكتسـاب معيشـةٍوعلـمٍ وآدابٍ وصحبـة مـاجـد
الحض على السفر من أرض الذل
ارحل بنفسك من ارضٍ تضام بهـاولا تكن من فراق الأهل في حرق
فالعنبر الخام روث فـي مواطنـهوفي التغرب محمولُ على العنـق
والكحل نوع من الأحجار تنظـرهفي أرضه وهو مرمي على الطرق
لما تغرب حـاز الفضـل أجمعـهفصار يحمل بين الجفـن والحـدق
حال الغريب
إن الغريب له مخافة سارقٍوخضوع مديونٍ وذلة موثق
فإذا تذكـر أهلـه وبـلادهففؤاده كجناح طيرٍ خافـق
الحض على الترحال
ما في المقام لـذي عقـلٍ وذي أدبٍمن راحة فـدع الأوطـان واغتـرب
سافر تجـد عوضـاً عمـن تفارقـهوانصب فإن لذيذ العيش في النصـب
إني رأيـت وقـوف المـاء يفسـدهإن ساح طاب وإن لم يجر لم يطـب
والأسد لولا فراق الأرض ما افترستوالسهم لولا فراق القوس لم يصـب
والشمس لو وقفت في الفلك دائمـة ًلملها الناس من عجـم ومـن عـرب
والتبر كالترب ملقـي فـي أماكنـهوالعود في أرضه نوع من الحطـب
فـإن تغـرب هـذا عـز مطلـبـهوإن تغـرب ذلـك عـز كالـذهـب
الدهر يوم لك ويوم عليك
الدهر يومان ذا أمن وذا خطـروالعيش عيشان ذا صفو وذا كدر
أما ترى البحر تعلو فوقه جيفوتستقر بأقصى قاعـه الـدرر
وفي السماء نجوم لا عداد لهـاوليس يكسف إلا الشمس والقمر
اليقظة والحذر
تاه الأعيرج واستغلى به الخطرفقل له خير ما استعملته الحذر
أحسنت ظنك بالأيام إذاحسنـتولم تخف سوء ما يأتي بها القدر
وسالمتك الليالي فاغتررت بهـاوعند صفو الليالي يحدث الكدر
الرضا بالقدر
وما كنت راضٍ من زماني بما ترىولكنيي راضٍ بمـا حكـم الدهـر
فإن كانت الأيـام خانـت عهودنـافإنـي بهـا راضٍ ولكنهـا قهـر
رد الجميل بالسيء
ومن الشقـاوة أن تحـبومن تحب يحب غيـرك
أو أن تريد الخير للإنسانوهـو يريـد ضـيـرك
الحظوظ
تموت الأسود في الغابات جوعاًولحم الضـأن تأكلـه الكـلاب
وعبد قـد ينـام علـى حريـرٍوذو نسـبٍ مفارشـه التـراب
تملك الأوغاد
محن الزمان كثيرة لا تنقضيوسـروره يأتيـك كالأعيـاد
ملك الأكابر فاسترق رقابهموتراه رقاً في يـد الأوغـاد